كتب: مختار حسنين
أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد وملوك وعظماء أنجبتهم مصر…!
وسوف نبدأ اليوم بالمؤرخ المصرى “مانيتون السمنودى ” من مدينة سمنود محافظة الغربية ، ومن أعظم المؤرخين الذين أنجبتهم ” مصر ” . كان كاهنناً فى معبد ” سمنود ” عصر الملك “بطليموس الثانى ” حوالى عام 280 قبل الميلاد الذى كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة ، فأخذ على عاتقه هذه المهمة .
اعتمد مانيتون فى كتاباته على الوثائق التى خلفتها الحضارة المصرية ، والتى كانت تضمها دور حفظ الوثائق فى المعابد بالإضافة إلى كل ماوجد فى متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها .
وقد فقدت النسخة الأصلية من تاريخ “مانيتون ” أثناء حريق مكتبة الإسكندرية ، ولم يصل إلينا من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ اليهودى “بوسيفوس ” فى كتابه الرد على ” إيبيون ” الذى حاول أن يدافع فيه عن اليهود ذاكراً أنهم هم ” الهكسوس ” الذين غزوا مصر بعد إنهيار الدولة الوسطى ، ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الأفريقى ” جوليوس ” الذى نقل فى مؤلفه بعض أسماء الملوك التى كانت مدونة فى تاريخ ” مانيتون الأصلى .
اشتهر بعلمه ومعرفته لتاريخ مصر ولغتها ، وكان ملماً باللغة اليونانية .
وقد جمع ” مانيتون ” فى كتابه عن التاريخ المصرى تتابع الملوك وعهودهم فى شكل مجموعة أسرات حاكمة تنتظم فيما بينهم بحكم القرابة الفعلية أو بحكم النظام القائم مع ملخصات لسنوات حكم هذه الأسرات ، وكذلك الفترات التى استمرت زمناً طويلاً .
وقد أمدنا تاريخ ” مانيتون ” بأسماء الملوك الذين حكمو مصر فى عصورها الفرعونية مدونة بنطقها اليونانية ، ولم يقتصر فى تاريخه على الحياة السياسية وإنما أرخ كذلك للحياة الإجتماعية ، وعلى الرغم من الأخطاء التى حدثت فى النقل ، وماأصاب الملوك من تخريب ، وماأصاب كذلك بعض النصوص ، فإن ماوصل إلينا من تاريخ هذا المؤرخ المصرى العظيم ” مانيتون ” يعتبر أهم المصادر لتاريخ مصر القديمة .
وإلى اللقاء فى حلقة قادمة وشخصية مصرية أخرى .